"عشاء الوالدين".. موروث رمضاني يعكس قيم البذل

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتجدد في منطقة القصيم العديد من العادات والتقاليد التي تعكس قيم البذل والعطاء، ومن أبرز هذه العادات الرمضانية الموروثة عادة "عشاء الوالدين"، التي تجسد روح التكافل الاجتماعي وتعزز الصلة بين الأجيال. ويحرص الأهالي على تنفيذها سنويًا، إكرامًا لذكرى آبائهم وأمهاتهم، سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا، وذلك من خلال تقديم وجبات الإفطار للصائمين والمحتاجين والجيران والأقارب.

عادة متوارثة تجمع الأهل والجيران

تعد "عشاء الوالدين" تقليدًا قديمًا ارتبط بأهالي القصيم منذ سنوات طويلة، حيث دأبوا على إعداد موائد الإفطار وتوزيعها كصدقة عن آبائهم وأمهاتهم. ومع مرور الزمن، لم تتراجع هذه العادة، بل أصبحت أكثر تنظيمًا واستمرارية، خاصة مع دخول شهر رمضان من كل عام. ورغم التطور الذي شهدته المجتمعات، لا يزال سكان المنطقة متمسكين بهذه العادة، التي تكرس قيم التكافل والإحسان، وتعزز الروابط الأسرية والاجتماعية.

دور المتطوعين في إحياء العادة الرمضانية

في سوق المسوكف التراثي بمحافظة عنيزة، تتجلى هذه العادة بشكل بارز، حيث يحرص عدد كبير من المتطوعين، من الشباب والفتيات، على المشاركة في تجهيز وتوزيع "عشاء الوالدين" يوميًا طوال شهر رمضان المبارك. وأكد الشيف السعودي يوسف الحميدان، الذي يشرف على إعداد هذه الوجبات، أن هذه العادة السنوية تعد نموذجًا للمشاركة الاجتماعية والعمل التطوعي، حيث يتكاتف المتطوعون بدعم من أهل الخير في المحافظة لتوفير وجبات الإفطار للصائمين، تحت مظلة جمعية حفظ النعمة بعنيزة، التي تشرف على توزيع أكثر من 200 وجبة يوميًا على المستفيدين.

دعم مجتمعي وتعاون مستمر

من جانبه، أوضح مدير سوق المسوكف التراثي فهد الشملان أن هذه العادة المتوارثة تعكس هوية المجتمع القصيمي، الذي يتميز بالبذل والعطاء والتكافل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن لكل منطقة في المملكة عاداتها الخاصة خلال شهر رمضان، إلا أن منطقة القصيم لها طابعها الفريد، الذي يتجلى في روح التعاون وإطعام الطعام للأهل والجيران والمحتاجين.

روح رمضان تجمع المتطوعين

وأكد المتطوع سامي العودة أن المبادرة لا تقتصر على تقديم الطعام فقط، بل تمتد إلى خلق أجواء اجتماعية مميزة، حيث يتولى المتطوعون تنظيم العمل وتوزيع المهام لضمان تنفيذ المبادرة بسلاسة، مشيرًا إلى أن هذه العادة أسهمت في دعم شريحة كبيرة من الأسر المحتاجة في عنيزة، كما جذبت أعدادًا متزايدة من الشباب والشابات الراغبين في العمل الخيري خلال ليالي رمضان.

استمرار العطاء في شهر الخير

تبقى "عشاء الوالدين" واحدة من أجمل العادات الرمضانية التي تعزز التراحم بين أفراد المجتمع، وتترجم قيم التكافل والتضامن التي يحملها الشهر الكريم. ومع استمرار دعم المجتمع والمتطوعين، تظل هذه العادة شاهدًا حيًا على تمسك أهالي القصيم بإرثهم الثقافي والإنساني، سائلين الله القبول والثواب لكل من يساهم في نشر الخير خلال هذا الشهر المبارك.

"عشاء الوالدين".. عادة رمضانية في القصيم تعزز التكافل الاجتماعي

عادة متوارثة تجمع الأهل والجيران

دور المتطوعين في إحياء العادة الرمضانية

دعم مجتمعي وتعاون مستمر

روح رمضان تجمع المتطوعين

استمرار العطاء في شهر الخير

أخبار السعودية

عاجل.. "التجارة" تستدعي 257 مركبة هيونداي بسبب خلل في مضخة الوقود

الأرصاد تُحذّر: موجة حارة ورياح مثيرة للأتربة تضرب عدة مناطق اليوم

الجامعة الإسلامية تطلق 9 مبادرات بحثية لتعزيز الابتكار والتأثير العلمي العالمي

"دليل المُصلي" منصة رقمية تعزز تجربة القاصدين للحرمين الشريفين روحانيًا

الهيئة العامة للنقل تحصد شهادة آيزو 20000 لخدمات تكنولوجيا المعلومات

وزير الحج والعمرة يطمئن على سلامة الحجاج الإيرانيين ويؤكد انسيابية مغادرتهم