ترامب يجمّد المساعدات العسكرية لأوكرانيا

في خطوة غير متوقعة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق جميع شحنات المساعدات العسكرية المستقبلية لأوكرانيا، ما أثار قلقاً واسعاً في كييف وأوروبا، حيث تعتمد أوكرانيا بشكل أساسي على الدعم العسكري الأمريكي في مواجهة روسيا. القرار، الذي جاء بعد اجتماع متوتر بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على أرض المعركة، حيث تواجه القوات الأوكرانية تحديات لوجستية متزايدة بعد عامين من القتال المستمر.

تحول إستراتيجي نحو الدبلوماسية

بحسب تقارير غربية، فإن الجيش الأوكراني قد يتمكن من مواصلة القتال بالوتيرة الحالية لأسابيع قليلة فقط قبل أن يبدأ تأثير نقص الإمدادات بالظهور بشكل ملموس. ويربط ترامب استئناف الدعم العسكري بتعهد أوكراني "جاد" بالانخراط في محادثات سلام، وهو ما يعكس تحولاً واضحاً في نهج الإدارة الأمريكية الجديدة، التي يبدو أنها تسعى لإنهاء الصراع عبر المسار الدبلوماسي بدلاً من التصعيد العسكري.

الولايات المتحدة قدمت منذ بداية الحرب في فبراير 2022 ما لا يقل عن 123 مليار دولار كمساعدات لكييف، منها 69 مليار دولار دعماً عسكرياً مباشراً. وكانت واشنطن قد استخدمت آلية "السحب الرئاسي" 55 مرة، ما سمح بنقل معدات عسكرية بقيمة 31.7 مليار دولار مباشرة من المخزون الأمريكي إلى أوكرانيا، مما جعلها الممول العسكري الأكبر لكييف.

قلق متزايد في كييف وأوروبا

تؤكد تصريحات زيلينسكي أن الإمدادات العسكرية الأمريكية تشكل نحو 40% من احتياجات الدفاع الأوكرانية، بينما يغطي الحلفاء الأوروبيون حوالي 30%، في حين تعتمد كييف على إنتاجها المحلي لسد ما تبقى. ورغم أن أوكرانيا تمكنت من زيادة قدرتها التصنيعية، إلا أن هذا التطور لا يزال غير كافٍ لتعويض أي نقص حاد في الدعم الخارجي.

وفي استجابة سريعة للقرار الأمريكي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطة تمويل دفاعي بقيمة 158 مليار دولار، تهدف إلى تعزيز المساعدات العسكرية لكييف. إلا أن هذه الجهود قد لا تكون كافية لسد الفجوة الكبيرة التي سيخلفها تعليق المساعدات الأمريكية، نظراً للفارق الهائل في القدرات المالية والعسكرية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تحديات عسكرية حرجة

التجميد المفاجئ للمساعدات العسكرية يضع الجيش الأوكراني أمام أزمة حقيقية، إذ يحذر خبراء عسكريون من أن مخزون قذائف المدفعية قد ينفد بحلول مايو أو يونيو المقبل، فيما تواجه أوكرانيا تهديداً أكبر يتمثل في احتمال نفاد صواريخ منظومة "باتريوت" المضادة للصواريخ، وهي عنصر أساسي في دفاعاتها الجوية، ولا يمكن لأي دولة غير الولايات المتحدة تزويدها بها نظراً لاحتكارها إنتاجها وترخيصها.

رغم إعلان الاتحاد الأوروبي عن خطط لتعويض نقص الأسلحة، إلا أن قدرته على سد الفراغ تظل محدودة، خصوصاً عند مقارنة الإنفاق الدفاعي بين الجانبين. ففي عام 2023، بلغ إجمالي الإنفاق العسكري للدول الأوروبية، بما في ذلك المملكة المتحدة، نحو 388 مليار دولار، في حين أنفقت الولايات المتحدة وحدها أكثر من 916 مليار دولار، ما يضع قيوداً على قدرة أوروبا في تعويض النقص الناجم عن تراجع الدعم الأمريكي.

مستقبل الأزمة: مفترق طرق إستراتيجي

مع تزايد الضغوط الأمريكية على أوكرانيا للانخراط في مفاوضات سلام، تجد كييف نفسها أمام معادلة صعبة. فبينما تأمل في استمرار الدعم الأوروبي، يبقى الغموض يحيط بقدرتها على الصمود عسكرياً دون الإمدادات الأمريكية. في المقابل، تسعى موسكو لاستغلال أي ضعف محتمل في الدفاعات الأوكرانية لتعزيز مكاسبها الميدانية.

يبقى السؤال الأهم: هل تتمكن أوكرانيا من الصمود لفترة كافية حتى يتم التوصل إلى حل دبلوماسي يحفظ سيادتها، أم أن نقص الدعم سيؤدي إلى تحولات جوهرية في موازين القوى لصالح روسيا؟

ترامب يجمّد المساعدات العسكرية لأوكرانيا ويضغط نحو المفاوضات وسط قلق غربي متزايد

تحول إستراتيجي نحو الدبلوماسية

قلق متزايد في كييف وأوروبا

تحديات عسكرية حرجة

مستقبل الأزمة: مفترق طرق إستراتيجي

أخبار العرب والعالم

كشفت التسجيلات.. اللحظات الأخيرة للطائرة الهندية قبل التحطم المأساوي

عاجل.. إيران تُعدم "جاسوس الموساد" إسماعيل فكري شنقًا بعد محاكمة مكتملة

بالفيديو.. طوابير سيارات تغادر طهران هربًا من القصف الإسرائيلي

شاهد.. أضرار في السفارة الأمريكية بتل أبيب بعد سقوط صاروخ إيراني

مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه بغارة إسرائيلية على طهران

انفجارات عنيفة تهز تل أبيب وحيفا وسط تصعيد إيراني متواصل