ترامب يفرض تعريفات جديدة على الصين

في خطوة جديدة تعكس تشديد النهج الأمريكي تجاه العلاقات التجارية مع الصين، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية إضافية على الواردات الصينية، رافعًا نسبة الرسوم بمقدار 10% إضافية، ما يفتح فصلاً جديدًا في المواجهة الاقتصادية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وجاء الإعلان خلال زيارته إلى ويست بالم بيتش بفلوريدا يوم الجمعة الماضي، حيث ظهر ترامب مرتديًا بدلة زرقاء داكنة وقميصًا أبيض وربطة عنق حمراء، إلى جانب قبعته الحمراء الشهيرة التي تحمل شعار "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، في مشهد يعكس رمزية توجهاته السياسية والاقتصادية المتشددة.

ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 4 مارس 2025، ويأتي في أعقاب فرض تعريفات بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية في 4 فبراير، بعدما رأى ترامب أن بكين لم تتخذ خطوات كافية لمعالجة التدفقات التجارية غير المشروعة، وعلى رأسها قضية الفنتانيل، التي تعتبرها الإدارة الأمريكية تهديدًا خطيرًا للأمن القومي.

إعادة تشكيل موازين التجارة العالمية

لم تقتصر التحركات الأمريكية على الصين فحسب، بل شملت أيضًا كندا والمكسيك، حيث هدد ترامب في يناير الماضي بفرض تعريفات جمركية عليهما، مطالبًا بمزيد من الجهود للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات إلى الولايات المتحدة.

وفي استجابة سريعة، اتخذت الدولتان إجراءات داخلية مشددة، حيث أعلنت كندا تعيين "قيصر الفنتانيل" وتخصيص موارد إضافية لمكافحة الجريمة المنظمة، بينما أرسلت المكسيك قوات إلى الحدود وقامت بتسليم عناصر من الكارتيلات إلى السلطات الأمريكية. وبناءً على هذه التطورات، قرر ترامب تعليق التعريفات المفروضة عليهما لمدة 30 يومًا، ما يمنح فرصة لمراجعة الاستراتيجيات المتبعة.

أما الصين، فقد اتخذت نهجًا أكثر تحفظًا، متجنبة تقديم تنازلات علنية، على عكس كندا والمكسيك. وبالرغم من محاولات التفاوض، لم يجرِ ترامب أي اتصال مباشر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، بينما اقتصر التواصل على لقاءات بين وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى، مثل وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ووزير الخارجية ماركو روبيو.

تداعيات وخيارات الرد الصيني

في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى إعادة صياغة قواعد التجارة العالمية، تبقى بكين في موقف دقيق، إذ تبحث عن آليات للرد دون التسبب في تصعيد شامل قد يضر بمصالحها الاقتصادية. وتشير تقارير إلى أن الصين تدرس خيارات بديلة، من بينها تعزيز تحالفاتها الاقتصادية مع دول أخرى، مثل الاتحاد الأوروبي ودول جنوب شرق آسيا، لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكي.

وفي ظل هذا التصعيد، يعقد كبار المسؤولين والمحللين الصينيين اجتماعات مغلقة لدراسة نوايا ترامب، مع التركيز على احتمالية التوصل إلى اتفاق تجاري جديد يراعي المصالح المشتركة للطرفين. ومع ذلك، يبقى الموقف الصيني غامضًا، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الإجراءات ستؤدي إلى تهدئة التوترات أم ستدفع بالصراع التجاري إلى مستويات أكثر تعقيدًا.

مشهد اقتصادي غير مستقر

مع استمرار ترامب في سياسته الاقتصادية الصارمة، تجد الأسواق العالمية نفسها أمام موجة من التذبذب وعدم اليقين. فمن جهة، يرى مؤيدو نهج ترامب أن الضغط على الصين يمكن أن يؤدي إلى تحسين الشروط التجارية وتعزيز الصناعة المحلية الأمريكية، بينما يحذر اقتصاديون من أن التصعيد قد يتسبب في اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية ويضر بالنمو الاقتصادي على المدى الطويل.

ويبقى السؤال الأبرز: هل ستنجح الولايات المتحدة في فرض رؤيتها الجديدة على التجارة العالمية، أم أن الصين ستتمكن من مواجهة التحديات وتكييف استراتيجياتها الاقتصادية لمواكبة هذا التصعيد؟ الأيام المقبلة ستكشف عن مدى قدرة الطرفين على إدارة هذا النزاع دون الانزلاق إلى مواجهة تجارية أكثر خطورة.

تصعيد تجاري جديد.. ترامب يفرض تعريفات إضافية على الواردات الصينية

إعادة تشكيل موازين التجارة العالمية

تداعيات وخيارات الرد الصيني

مشهد اقتصادي غير مستقر

أخبار العرب والعالم

شاهد.. أضرار في السفارة الأمريكية بتل أبيب بعد سقوط صاروخ إيراني

مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني ونائبه بغارة إسرائيلية على طهران

انفجارات عنيفة تهز تل أبيب وحيفا وسط تصعيد إيراني متواصل

الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ "أبعد ضربة" داخل إيران

إسرائيل استخدمت قنبلة MPR-500 شديدة التدمير ضد إيران

طهران تشهد نزوحًا جماعيًا غير مسبوق وسط تصاعد الغارات الإسرائيلية المكثفة