حفظ اللسان في رمضان يعزز التقوى

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور أسامة خياط، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، على ضرورة استقبال شهر رمضان بروحٍ مفعمةٍ بالجد والاجتهاد في الطاعات، والتشمير عن سواعد العزيمة في استباق الخيرات، مشيرًا إلى أن منافع الصيام تتجاوز الحصر، ومن أبرز آثاره ترويض الألسنة على الطيب من القول، وتطهيرها من كل ما يُخِلُّ بالأخلاق والآداب الإسلامية.

استقبال رمضان بالعزم على الطاعة

وأوضح الشيخ خياط أن رمضان شهرٌ عظيمٌ، يستوجب حسن الاستقبال وإكرام الوفادة، وذلك من خلال عَقد العزم على اغتنام أيامه ولياليه في الطاعات والعبادات، والابتعاد عن كل ما يُفسد روحانية الصيام أو يُنقص من أجره.

وأضاف أن للصيام أثرًا بالغًا في تهذيب النفس وتقويم السلوك، فهو يُعين المسلم على ترويض لسانه، وتنقية كلامه، وتعويده على اجتناب المنكرات من القول والعمل، مشيرًا إلى أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يمتد ليشمل كفّ الأذى عن الناس وحفظ الجوارح عن المحرمات.

حفظ اللسان أولوية في الصيام

وأشار خطيب المسجد الحرام إلى أن تلَوُّث الألسنة بألفاظ السوء أثناء الصيام يعد أمرًا في غاية القبح والشناعة، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية شددت على ضرورة الترفع عن الفحش والكلام البذيء، لا سيما في شهر رمضان، استنادًا إلى قول النبي ﷺ في الحديث المتفق عليه: «الصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتَله فليقل: إني صائم، إني صائم».

وأوضح أن هذا التوجيه النبوي يؤكد أهمية ضبط النفس، وتجنب الدخول في الخصومات والمشاحنات، وتحقيق المقصد الأسمى للصيام، وهو الوصول إلى التقوى وخشية الله.

فرصة لتزكية النفس وتعزيز الفضائل

وبيّن الشيخ خياط أن شهر رمضان يمثل فرصة عظيمة لمجاهدة النفس وتعويدها على الصبر وكظم الغيظ، مشددًا على أن المسلم ينبغي أن يأخذ نفسه بهذه التزكية طوال أيام الشهر ولياليه، وأن يحرص على توجيه من حوله إليها برفقٍ ولينٍ دون تعنيف أو شدة، ليكون الصيام مدرسة تربويةً يمتد أثرها لما بعد رمضان.

وأضاف أن الصيام يوقظ في النفس عواطف الخير، ويعزز ملكات التكميل، فيدفع الصائم نحو سلوكٍ راقٍ يُلزمه بالصبر، وكبح جماح النفس، والابتعاد عن الانفعال، والتسامح مع الآخرين حتى عند التعرض للأذى أو الاستفزاز.

الصوم مدرسة في الصبر والعطاء

وأكد خطيب المسجد الحرام أن الصيام يُعلّم الإنسان قيمًا عظيمة، أبرزها الصبر وقوة العزيمة، والتضحية في سبيل أداء الواجبات، إضافة إلى تعزيز مشاعر الرحمة والشفقة والعطف على الفقراء والمحتاجين، واستشعار حاجتهم ومعاناتهم، مما يدفع المسلم إلى مدّ يد العون لهم.

واختتم الشيخ خياط خطبته بالتأكيد على أن الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تهذيبٌ للنفس، وارتقاءٌ بالخلق، وتقويةٌ للإرادة، ودعوةٌ إلى التسامح والصفح، وهو أعظم مدرسة روحية يُعدّ فيها المسلم نفسه ليكون نموذجًا راقيًا في السلوك والتعامل.

خطيب المسجد الحرام: استقبال رمضان يستوجب حفظ اللسان ومجاهدة النفس

استقبال رمضان بالعزم على الطاعة

حفظ اللسان أولوية في الصيام

فرصة لتزكية النفس وتعزيز الفضائل

الصوم مدرسة في الصبر والعطاء

أخبار السعودية

الجامعة الإسلامية تطلق 9 مبادرات بحثية لتعزيز الابتكار والتأثير العلمي العالمي

"دليل المُصلي" منصة رقمية تعزز تجربة القاصدين للحرمين الشريفين روحانيًا

الهيئة العامة للنقل تحصد شهادة آيزو 20000 لخدمات تكنولوجيا المعلومات

وزير الحج والعمرة يطمئن على سلامة الحجاج الإيرانيين ويؤكد انسيابية مغادرتهم

"ڤايبز العُلا" يفتح باب التقديم لمسرعة أعمال "رواد العُلا" بنسختها الجديدة

المملكة تشارك بوفد رفيع في معرض باريس الجوي لتعزيز قطاع الطيران