الدرعية.. مهد العلم في السعودية

أكدت الدكتورة هنادي بنت إبراهيم أبو خديجة، عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة – العلا، والمستشار في دارة الملك عبدالعزيز، أن الدولة السعودية الأولى قامت على أسس قوية ومتينة، كان من أبرزها توحيد الصف، ولمّ الشمل، ونشر الأمن، وإقامة الشريعة الإسلامية الصافية، إلى جانب محاربة الجهل، وتعزيز مكانة العلم والمعرفة.

وأوضحت أن الدرعية لم تكن مجرد عاصمة سياسية للدولة السعودية الأولى، بل كانت مركزًا علميًّا وثقافيًّا بارزًا، حيث لعبت دورًا مهمًا في نشر العلوم والمعرفة، وترسيخ القيم الإسلامية، ما جعلها منارة للعلم امتد تأثيرها عبر العصور.

الدرعية.. جامعة مفتوحة للعلوم والمعرفة

أشارت الدكتورة هنادي إلى أن الدرعية احتضنت نهضة علمية غير مسبوقة في الجزيرة العربية آنذاك، إذ تم إنشاء مؤسسة تعليمية كبرى حول مسجد البجيري، استوعبت ما يقارب مئتي طالب، وكانت بمثابة جامعة متخصصة في تدريس العلوم الدينية، إلى جانب تخصيص أماكن لتعليم النساء، مما يعكس اهتمام الدولة السعودية الأولى بالتعليم بمختلف شرائحه.

ولم تقتصر النهضة العلمية في الدرعية على الطلاب المحليين فقط، بل استقطبت طلبة العلم من مختلف المناطق، مما جعلها مركزًا فكريًّا رائدًا أسهم في نشر العلوم الإسلامية والعربية في أرجاء الجزيرة العربية.

دور الأئمة في دعم العلم والتعليم

سلطت الدكتورة هنادي الضوء على الدور البارز الذي لعبه أئمة الدولة السعودية الأولى في دعم التعليم ونشر المعرفة، حيث كان الإمام محمد بن سعود وأبناؤه من أبرز الداعمين للعلم والعلماء، إذ كانوا يحضرون المجالس العلمية بأنفسهم، ويقدمون الدعم السخي لطلبة العلم.

وكان الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود أحد أبرز القادة الذين اهتموا بتأليف وتوزيع الكتب، كما حرص على تشجيع الطلاب على تحسين مهاراتهم في الكتابة والخط العربي، عبر تقديم مكافآت مالية للمتفوقين، ما يعكس رؤية الدولة في تعزيز الثقافة والمعرفة.

المخطوطات والكتب.. إرث علمي تعرض للنهب والتدمير

لم تكن النهضة العلمية التي شهدتها الدرعية مقتصرة على المؤسسات التعليمية، بل امتدت إلى انتشار المخطوطات والكتب، التي تم تداولها عبر النسخ، والبيع والشراء، والتوارث، والإهداء، والإعارة والوقف. وقد أسهمت هذه الممارسات في ازدهار الحركة العلمية، وتعزيز المعرفة بين أفراد المجتمع.

إلا أن هذه الثروة العلمية تعرضت لاحقًا للنهب والتدمير، خاصة بعد سقوط الدرعية، حيث وثق الرحالة البريطاني جورج سادلير في كتاباته أن القوات العثمانية نقلت عددًا كبيرًا من المخطوطات إلى المدينة المنورة، فيما تم حرق جزء آخر منها، مما أدى إلى فقدان جزء كبير من هذا الإرث الثقافي الذي شكل حجر الأساس للنهضة العلمية في المملكة.

إرث الدرعية العلمي وتأثيره على مستقبل التعليم في السعودية

أكدت الدكتورة هنادي أبو خديجة أن النهضة العلمية التي شهدتها الدرعية لم تكن مجرد مرحلة عابرة، بل كانت النواة الأولى لازدهار التعليم في الدولة السعودية الثانية، ومن ثم في الدولة السعودية الثالثة، حتى أصبحت المملكة اليوم واحدة من الدول الرائدة في التعليم والمعرفة.

وأوضحت أن ما شهدته الدرعية من ازدهار علمي وثقافي لا يزال يمثل جزءًا مهمًا من هوية المملكة، إذ استمر تأثيرها حتى يومنا هذا، حيث تعد رمزًا للعلم والمعرفة، وإحدى الركائز التي قامت عليها النهضة التعليمية في السعودية.

الدرعية.. منارة العلم في الدولة السعودية الأولى وأساس النهضة التعليمية في المملكة

الدرعية.. جامعة مفتوحة للعلوم والمعرفة

دور الأئمة في دعم العلم والتعليم

المخطوطات والكتب.. إرث علمي تعرض للنهب والتدمير

إرث الدرعية العلمي وتأثيره على مستقبل التعليم في السعودية

أخبار السعودية

عاجل.. "التجارة" تستدعي 257 مركبة هيونداي بسبب خلل في مضخة الوقود

الأرصاد تُحذّر: موجة حارة ورياح مثيرة للأتربة تضرب عدة مناطق اليوم

الجامعة الإسلامية تطلق 9 مبادرات بحثية لتعزيز الابتكار والتأثير العلمي العالمي

"دليل المُصلي" منصة رقمية تعزز تجربة القاصدين للحرمين الشريفين روحانيًا

الهيئة العامة للنقل تحصد شهادة آيزو 20000 لخدمات تكنولوجيا المعلومات

وزير الحج والعمرة يطمئن على سلامة الحجاج الإيرانيين ويؤكد انسيابية مغادرتهم