توافد الحجاج إلى منى يوم التروية

في مشهد مهيب تتجلى فيه عظمة الشعائر الإسلامية، توافد حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم الأربعاء، الثامن من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ، إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، ملبين نداء الله وقلوبهم تخفق بخشوع وإيمان، مستشعرين روحانية الزمان وقدسية المكان، ومقتدين بسنة النبي محمد ﷺ في أداء مناسك الحج.

سنة مؤكدة وبداية رحلة المشاعر المقدسة

يُعدّ يوم التروية أول محطة في رحلة الحج بالمشاعر المقدسة، حيث يبيت فيه الحجاج في منى اتباعًا لما فعله الرسول ﷺ، وتُعد هذه الليلة سنة مؤكدة للمفردين والمقرنين، بينما يُحرم المتمتعون بالحج في هذا اليوم من أماكنهم داخل مكة أو خارجها، إيذانًا ببدء النسك والدخول في أجواء الحج الروحية العظيمة.

أجواء إيمانية تتزين بالذكر والتلبية

شهد مشعر منى منذ ساعات الصباح الباكر توافد أعداد كبيرة من الحجاج وسط تنظيم متقن، حيث امتلأت الساحات بالمشاعر الإيمانية والروحانية العالية، وصدحت أصوات الحجيج بالتلبية والتهليل:
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك..."
في لوحة إيمانية رائعة، تؤكد وحدة المسلمين وتوجههم نحو طاعة الله، وهم يسعون لاغتنام هذه اللحظات المباركة من العام.

الاستعداد للركن الأعظم

بعد قضاء يوم التروية والمبيت في منى، يتأهب ضيوف الرحمن للانطلاق في صباح التاسع من ذي الحجة نحو مشعر عرفات، حيث يقفون في أعظم أركان الحج، متضرعين إلى الله، سائلين الرحمة والمغفرة والعتق من النار. ويُعد الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم الذي لا يتم الحج إلا به.

جهود متكاملة لخدمة الحجاج

وقد سخرت الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية مختلف إمكاناتها البشرية والتقنية لضمان سلامة ضيوف الرحمن، وتوفير الخدمات الصحية والأمنية والإرشادية اللازمة خلال تنقلاتهم في المشاعر المقدسة، ضمن خطة متكاملة تهدف لتيسير أداء المناسك بكل يسر وطمأنينة.

الحج شعيرة تتجدد فيها الروح

ويمثل هذا التوافد المبارك إلى منى إيذانًا ببداية أيام الحج التي تشكل أعظم محطة في حياة المسلم، حيث يُجدد العهد مع الله، ويغتسل من الذنوب والخطايا في رحاب المشاعر، مستحضرًا أجواء التوحيد والإخلاص التي صاحبت هذه الشعيرة منذ عهد خليل الله إبراهيم عليه السلام وحتى زماننا الحاضر.