أمريكا توسّع حظر السفر لدول جديدة

في خطوة قد تؤدي إلى تصاعد التوترات الدولية وإثارة جدل واسع، كشفت وثيقة سرية متداولة داخل الإدارة الأمريكية عن خطط لتوسيع نطاق حظر السفر ليشمل عدداً أكبر من الدول حول العالم. وبحسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المسودة الجديدة تُقسّم الدول المستهدفة إلى ثلاث قوائم، مع فرض قيود صارمة على إصدار التأشيرات، في خطوة تُعيد إلى الأذهان سياسات الرئيس دونالد ترامب، ولكن بآليات أكثر تعقيداً وتشديداً.

تصنيف الدول: ثلاث قوائم تحدد مستويات الحظر

وفقاً للمسودة المسربة، تم تصنيف الدول المستهدفة إلى ثلاث فئات رئيسية:

القائمة الحمراء: تضم 11 دولة يُمنع مواطنوها تماماً من دخول الولايات المتحدة، حتى في الحالات الإنسانية.
القائمة البرتقالية: تشمل 10 دول يُسمح لبعض الفئات المحددة، مثل رجال الأعمال، بالدخول، بينما تُمنع تأشيرات السياحة والهجرة.
القائمة الصفراء: تتكون من 22 دولة تواجه قيوداً جزئية بناءً على تقييمات أمنية وسياسية متغيرة، ولم تُحدد التفاصيل النهائية لهذه القيود بعد.

وتضم القائمة الحمراء بعض الأسماء المتوقعة، مثل إيران وسوريا وأفغانستان، لكن اللافت هو إدراج دول غير تقليدية في هذا النوع من الحظر، مثل كوبا، التي لطالما اعتُبرت خصماً تقليدياً لواشنطن، وبوتان، الدولة الصغيرة ذات العلاقات المستقرة مع الغرب. كما أثار إدراج فنزويلا كتصعيد جديد ضد نظام الرئيس نيكولاس مادورو جدلاً واسعاً، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين البلدين. ومن المفاجآت الأخرى وجود السودان، الذي كان قد شُطب من قائمة الدول الداعمة للإرهاب عام 2020، ما يطرح تساؤلات حول الدوافع الحقيقية خلف هذا القرار.

التداعيات الدبلوماسية والأمنية: مخاوف متزايدة داخل الإدارة الأمريكية

تخضع هذه المسودة لمراجعات مكثفة من قبل أجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية الأمريكية، حيث يتم تقييم التداعيات المحتملة لهذا القرار على العلاقات الدبلوماسية مع الدول المشمولة في الحظر. وتشير مصادر مطلعة إلى أن السفارات الأمريكية تدرس مدى تأثير القرار على المصالح الأمريكية في الخارج، خصوصاً أن بعض الدول المشمولة تُعد حلفاء في ملفات أمنية حساسة.

فعلى سبيل المثال، ليبيا، المدرجة ضمن القائمة الحمراء، تُعد شريكاً رئيسياً في جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، بينما الصومال تحتضن قاعدة عسكرية أمريكية حيوية. أما اليمن، فإن إدراجه قد يعقّد جهود الولايات المتحدة في مواجهة جماعة الحوثيين، ما يثير تساؤلات حول مدى نجاعة هذه السياسة وما إذا كانت ستضر بالمصالح الأمريكية أكثر مما ستخدمها.

آليات التنفيذ: نظام تأشيرات مُعقّد واستثناءات محدودة

تعتمد المسودة المقترحة على نظام تأشيرات صارم يمنع إصدار تأشيرات الهجرة تماماً لمواطني الدول المصنفة ضمن القائمة الحمراء. كما يتم تعليق تأشيرات السياحة لكل من القائمتين الحمراء والبرتقالية، مع وجود استثناءات نادرة، مثل تأشيرات العلاج والدراسة، لكنها ستكون مشروطة بفحوصات أمنية مكثفة قد تستغرق أشهراً لإنجازها.

وتحذّر جهات حقوقية ومحللون سياسيون من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى إعادة مشهد عام 2017، عندما قوبل قرار الحظر الأصلي بموجة احتجاجات عالمية واتهامات بالعنصرية والتمييز ضد بعض الجنسيات. واليوم، في ظل انقسام سياسي حاد داخل الولايات المتحدة، من المتوقع أن تواجه الإدارة الأمريكية معارضة قانونية قوية قد تعطل تنفيذ القرار أو تؤدي إلى تعديله.

هل الحظر ورقة انتخابية أم إجراء أمني؟

وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية تبرر توسيع الحظر باعتبارات أمنية، إلا أن توقيت الإعلان يثير العديد من التساؤلات، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. فهل تسعى الإدارة الحالية إلى استغلال ملف الهجرة كورقة ضغط سياسية لاستمالة أصوات الناخبين المحافظين؟ أم أن هذه القيود تعكس توجهاً استراتيجياً طويل الأمد في سياسات الهجرة الأمريكية؟

الأيام المقبلة قد تحمل الإجابة، خاصة مع تصاعد وتيرة التسريبات حول هذه المسودة واحتمالية حدوث تغييرات فيها بناءً على التقييمات الدبلوماسية والسياسية. لكن المؤكد أن هذه القرارات، في حال تطبيقها، ستترك تأثيراً عميقاً على مستقبل الهجرة والعلاقات الدولية للولايات المتحدة في السنوات القادمة.

توسيع حظر السفر الأمريكي: وثيقة مسربة تكشف قوائم جديدة وإجراءات أكثر تعقيداً

تصنيف الدول: ثلاث قوائم تحدد مستويات الحظر

التداعيات الدبلوماسية والأمنية: مخاوف متزايدة داخل الإدارة الأمريكية

آليات التنفيذ: نظام تأشيرات مُعقّد واستثناءات محدودة

هل الحظر ورقة انتخابية أم إجراء أمني؟

أخبار العرب والعالم

أزمة جديدة في عالم السوشيال ميديا.. القبض على سوزي الأردنية ومصير حساباتها

دمشق تعلن استعدادها للتعاون مع واشنطن لإحياء اتفاق فض الاشتباك 1974

الدكتور جمال شعبان: جلطة قلبية أنهت حياة أحمد عامر بعد أعراض مضللة

تقارير: مقترحات أولية لاتفاق سلام محتمل بين سوريا وإسرائيل تشمل الجولان

التايمز: إسرائيل تسللت لبرامج إيران النووية وتحضّر لهجوم منذ 2010

هوية بصرية جديدة لسوريا: العقاب والنجوم والريش ترمز للوحدة والتوازن