رمضان غزة 2024: حزن الفقد وظلال الحرب

يستقبل الغزيون شهر رمضان المبارك وسط مشهد لا تزال الحرب ترسم ملامحه القاتمة، حيث تسيطر أجواء الحزن والفقد على القطاع الذي شهد واحدة من أعنف الحروب في تاريخه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي لم يُستكمل بعد، إلا أن تداعيات الحرب ما زالت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية للناجين.

فقدت غزة أكثر من 48 ألفاً من أبنائها، بينما يعاني عشرات الآلاف من المصابين والمفقودين، مما جعل استقبال رمضان هذه السنة أقرب إلى طقوس الحداد منه إلى احتفال بالشهر الفضيل.

"أبي لم يعد".. رمضان ثانٍ بلا أب

في "سوق الصحابة" وسط مدينة غزة، يسير محمد عطا الله، 17 عامًا، بين البسطات المتواضعة التي تحاول بث بعضٍ من روح رمضان في شوارع أثقلها الحزن. ورغم محاولات التجار تعليق الفوانيس والزينة الرمضانية، إلا أن بهجة الشهر غائبة.

يقول محمد بصوت متعب وملامح تائهة: "ها نحن على أعتاب رمضان الثاني دون أن يكون والدي بيننا". لا يزال الفتى يعيش على أمل عودة أبيه الذي فقده قبل عام، حين خرج للبحث عن لقمة العيش وسط جحيم الحرب ولم يعد.

يستعيد ذلك اليوم المشؤوم، 12 فبراير 2023، حين أصر والده على الذهاب إلى "دوار الكويت" جنوب غزة رغم المخاطر. "طلبت منه ألا يذهب، لكنه صمم على رأيه، ولوح لي مودعًا من بعيد... وكأنه كان يعلم أنها المرة الأخيرة التي أراه فيها".

لم يستطع محمد التأقلم مع غياب والده، وبات يتجنب الخروج من المنزل كي لا يضطر لسماع كلمات العزاء غير المؤكدة من الجيران. يقول بحسرة: "ذات مرة، التقيت بأحد أصدقاء أبي، قال لي: 'أبوك الله يرحمه'... حينها عدت إلى البيت باكياً. أصبحت مسؤولاً عن عائلتي، وهي مسؤولية كبيرة على شاب في مثل عمري".

ربا.. وحيدة في انتظار الإفطار

بينما يعيش محمد ألم فقدان الأب، تواجه ربا، 13 عامًا، مشهداً أكثر قسوة، إذ فقدت عائلتها بأكملها في قصف استهدف مدرسة كانوا يحتمون بها خلال الحرب. لم يبقَ من عائلتها أحد سوى جدتها السبعينية، لتدخل رمضان هذه السنة يتيمة بلا سند.

"يأتي رمضان وأنا بلا عائلة"، تقولها ربا بعينين امتلأتا بالدموع، ثم تتساءل: "مع من سأفطر؟ مع من سأنتظر الأذان؟ ومع من سأعيش فرحة العيد؟".

تحاول جدتها أن تملأ الفراغ العاطفي الذي تركته الحرب في قلبها الصغير، لكن الغياب أكبر من أن يُعوض. "لا نكهة لرمضان بدون الأحبة"، تختم كلماتها بصوت مختنق، معترفة بأن الفرح لم يعد له مكان في قلبها منذ أن فقدت والديها وإخوتها.

رمضان بطعم الحداد

يعيش قطاع غزة رمضان هذا العام بوجع لم يبرأ بعد. فقدان الأحبة، الدمار، الجوع، والخوف الذي لم يغادر القلوب، كلها تفاصيل ترسم مشهدًا قاتمًا لشهر كان يجب أن يكون شهر الرحمة والسكينة.

ورغم محاولات الغزيين استعادة بعض المظاهر الرمضانية عبر الأسواق والزينة المتواضعة، إلا أن الفقد ظل العنوان الأبرز لهذا الشهر. فالناجون من الحرب لا يزالون يبحثون عن أحبابهم بين قوائم المفقودين، بينما يحاول الأطفال التأقلم مع فكرة الإفطار دون آبائهم وأمهاتهم.

رمضان في غزة ليس كما هو في أي مكان آخر، فهو شهر يُستقبل بالدموع، ويُختتم بالدعوات بأن يكون العام القادم أقل وجعًا، وأكثر رحمة.

رمضان غزة.. أجواء الفقد تطغى على روح الشهر الكريم

"أبي لم يعد".. رمضان ثانٍ بلا أب

ربا.. وحيدة في انتظار الإفطار

رمضان بطعم الحداد

أخبار العرب والعالم

كواليس خطوبته من الشيخة الإماراتية مهرة بنت محمد بن راشد آل مكتوم من مغنٍ أمريكي شهير

كواليس القبض على البلوجر المصرية نورهان حفظي.. ومفاجآت صادمة داخل شقتها

المكسيك والحدود الأمريكية.. السر وراء الطلاء الأسود للسياج الحدودي

أذربيجان توقف 3 سياح سعوديين بتهمة الإساءة لنصب تذكاري

سعر الذهب اليوم في الإمارات الثلاثاء 19 أغسطس 2025

بالفيديو.. مصري يرصد لحظة مرعبة مع سائق أوبر يقود تحت تأثير الحشيش