إفراج أحمد مناصرة بعد 9 سنوات اعتقال

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، عن المعتقل المقدسي أحمد مناصرة، بعد أن قضى تسع سنوات ونصف في السجون، بينها سنوات طويلة في العزل الانفرادي، في واحدة من أكثر القضايا التي أثارت الجدل والاهتمام المحلي والدولي، نظرًا لصغر سنه وقت اعتقاله، وتدهور حالته النفسية بفعل ظروف التحقيق والسجن.

اعتقال طفل.. وتحويله إلى قضية عالمية

أحمد مناصرة، من سكان بلدة بيت حنينا شمال القدس، وُلد في 22 يناير 2002، وكان يبلغ من العمر 13 عامًا فقط عندما اعتقلته قوات الاحتلال في 12 أكتوبر 2015، بعد أن أطلقت النار عليه وعلى ابن عمه حسن مناصرة – الذي استُشهد في المكان – عقب مزاعم إسرائيلية بمحاولتهما تنفيذ عملية طعن في مستوطنة "بسغات زئيف" المقامة على أراضي القدس المحتلة.

في ذلك اليوم، وثّقت الكاميرات مقاطع صادمة تُظهر الطفل أحمد وهو ملقى على الأرض، ينزف ويصرخ، بينما يحاصره جنود الاحتلال والمستوطنون ويكيلون له الشتائم والضرب. تلك المشاهد، إلى جانب فيديو التحقيق معه لاحقًا، كانت كفيلة بتحويل قضيته إلى ملف عالمي.

التحقيق دون حضور قانوني.. وحكم مشدد

تم التحقيق مع أحمد بطريقة قاسية وصادمة نفسيًا، حيث حُرم من وجود والديه أو محامٍ أثناء التحقيق، وهو ما اعتبره حقوقيون خرقًا فاضحًا لحقوق القاصرين في المحاكمات العادلة.

ورغم صغر سنه وحالته النفسية المتدهورة، أصدرت المحكمة الإسرائيلية حكمًا قاسيًا بسجنه 12 عامًا ودفع تعويض بقيمة 180 ألف شيقل. وبعد استئناف، خُفّف الحكم عام 2017 إلى 9 سنوات ونصف.

سنوات من العزل.. وانهيار نفسي متواصل

قضى أحمد جزءًا كبيرًا من فترة سجنه في زنازين العزل الانفرادي، وهو ما أدى إلى تدهور كبير في وضعه النفسي. وأكد محاميه خالد زبارقة في تصريحات سابقة أن أحمد كان "إنسانًا دون روح"، مشيرًا إلى زيارة أجراها له عام 2023 في زنزانته، قال فيها أحمد: "أنا لا أنتظر سوى الموت.. لا أنتظر شيئًا من هذه الحياة"، بل تساءل عن حكم الانتحار في الشريعة، في تعبير مؤلم عن حالة الانهيار.

من ناحيتها، تحدثت والدة أحمد عن لحظة نادرة سمح فيها القاضي الإسرائيلي لها بأن تلمس إصبعًا واحدًا من يد ابنها خلال جلسة محاكمة، فقالت: "ابني لم يترك إصبعي، ظل يقبّله وهو يبكي ويرتجف".

إفراج مفاجئ وبعيد عن أهله

رغم أن عائلة أحمد كانت تنتظره صباح اليوم أمام سجن نفحة الصحراوي حيث كان محتجزًا، تفاجأت باتصال من أحد الأشخاص يبلغهم أن نجلهم أُفرج عنه في منطقة بئر السبع، في خطوة وُصفت بأنها متعمدة من قبل الاحتلال لإفشال لحظة اللقاء الإنساني بعد سنوات الفقد.

وأكدت مؤسسات الأسرى أن الاحتلال تعمد طوال السنوات الماضية التعامل مع ملف أحمد مناصرة من منظور أمني بحت، ورفض جميع الالتماسات للإفراج المبكر عنه، حتى بعدما تم تصنيف ملفه تحت "قانون الإرهاب"، رغم وضوح حالته النفسية وغياب العدالة في مجمل مجريات التحقيق والمحاكمة.

ابن القدس الذي لم يُنسَ رغم الصمت

قبل اعتقاله، كان أحمد طالبًا في الصف الثامن بمدرسة الجيل الجديد في القدس، الابن الأكبر بين شقيقين وخمس شقيقات، ضمن عائلة تتكون من عشرة أفراد. بعد سنوات من العزل والألم، خرج اليوم أحمد شابًا في عمر الـ23، لكن ذاكرته لا تزال حبيسة زنزانة باردة، وجلسة تحقيق صاخبة، وصرخة لم تغب عن الوعي الجمعي: "مش متذكّر… مش متأكد".

بعد 9 سنوات ونصف في الزنازين.. الاحتلال يفرج عن الأسير المقدسي أحمد مناصرة

اعتقال طفل.. وتحويله إلى قضية عالمية

التحقيق دون حضور قانوني.. وحكم مشدد

سنوات من العزل.. وانهيار نفسي متواصل

إفراج مفاجئ وبعيد عن أهله

ابن القدس الذي لم يُنسَ رغم الصمت

أخبار العرب والعالم

دمشق تعلن استعدادها للتعاون مع واشنطن لإحياء اتفاق فض الاشتباك 1974

الدكتور جمال شعبان: جلطة قلبية أنهت حياة أحمد عامر بعد أعراض مضللة

تقارير: مقترحات أولية لاتفاق سلام محتمل بين سوريا وإسرائيل تشمل الجولان

التايمز: إسرائيل تسللت لبرامج إيران النووية وتحضّر لهجوم منذ 2010

هوية بصرية جديدة لسوريا: العقاب والنجوم والريش ترمز للوحدة والتوازن

فحص البصمة يكشف تزوير نسب 3 أبناء لسجين كويتي منذ 2022