غزة تحت الحصار: الخبز يتحول إلى حلم

وسط طوابير طويلة تلفحها رياح البؤس، تقف أمٌ تحمل رضيعها أمام مخبز "زادنا" في غزة، تتشبث بأوراق نقدية مهترئة، فيما تهتز يدها المرتجفة بين حشودٍ يائسة تتدافع على آخر ما تبقى من أرغفة الخبز. مشهدٌ يعكس انهيار الأمن الغذائي في القطاع، حيث تحوّل الرغيف إلى سلعةٍ نادرة تباع بأسعارٍ تفوق قدرة العائلات المحاصرة.

بينما يُكافح المدنيون للظفر بحصةٍ من الدقيق، تتحوّل المخابز إلى ساحاتٍ للفوضى. أصوات صراخٍ تتعالى بين الحشود، وحراس أمن يحاولون فرض النظام، فيما يستغل سماسرة الأزمة لبيع الخبز بأسعارٍ مضاعفة. في الأزقة الضيقة، يزدهر "اقتصاد الكارثة"، حيث يخزن التجار السلع الأساسية انتظارًا لارتفاع الأسعار، بينما تتضاءل خيارات الغذاء إلى حدٍّ غير مسبوق.

حظرٌ خانق يزيد الأزمة تفاقمًا

تفاقمت الأزمة مع فرض إسرائيل حظرًا شاملاً على دخول المساعدات منذ 2 مارس (آذار)، ردًا على تعثُّر المفاوضات مع حركة حماس. وبينما كانت هدنة يناير (كانون الثاني) قد وفرت تدفقًا نسبياً للإمدادات، عاد القطاع إلى نقطة الصفر مع قرار إسرائيل استخدام الحصار كورقة ضغط سياسية، في محاولةٍ لفرض شروطها في المفاوضات الجارية حول الأسرى.

تقارير الأمم المتحدة تحذر من كارثةٍ إنسانية تلوح في الأفق، إذ يعاني 95% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، بينما تتراجع الخدمات الأساسية إلى مستوياتٍ تنذر بانتشار الأوبئة. تقول أم محمد، وهي سيدة فلسطينية (45 عامًا) تحاول النجاة في ظل هذه الظروف: "لم يعد لدينا شيء.. نأكل الخبز بالماء المالح، حتى الحليب بات ذكرى بعيدة".

طوابير الرمق الأخير في شهر الصيام

مع شهر رمضان، يواجه الفلسطينيون في غزة واقعًا مؤلمًا؛ ماءٌ مالح لا يروي العطش، وغاز طهي متوفر فقط في السوق السوداء بأسعارٍ باهظة، فيما تحوّلت الخضراوات الطازجة إلى رفاهية نادرة. صحيفة نيويورك تايمز وصفت المشهد قائلة: "غزة تتجه نحو هاوية الجوع، حيث أصبح إعداد وجبة إفطار بسيطة تحديًا يفوق قدرة العائلات".

داخل السوق، يروي أحد التجار أن سعر عبوة الفول المعلب -الذي بات البديل الوحيد عن الخضار- ارتفع إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، ما يجعل حتى أبسط وجبة عبئًا إضافيًا على العائلات المنهكة.

المجتمع الدولي بين الإدانات والمماطلات

رغم الإدانات الدولية الواسعة للحصار، تتعامل القوى الكبرى مع الأزمة ببطءٍ شديد. واشنطن، الحليف الرئيسي لإسرائيل، تتجنب استخدام مصطلح "المجاعة" في بياناتها الرسمية، فيما تحمل بعض الدول الأوروبية حماس مسؤولية تعثُّر المفاوضات، ما يعكس ازدواجيةً واضحة في التعامل مع الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وبينما تجري المناقشات في الغرف المغلقة حول مستقبل المفاوضات، يواصل الفلسطينيون في غزة انتظار الشاحنات التي لم تعد تأتي، أو معجزة تكسر هذا الحصار الخانق. فهل يستجيب العالم قبل أن تتحول غزة إلى مقبرةٍ مفتوحة للجوعى؟

غزة تحت الحصار: أزمة خبز تتفاقم وسط شح المساعدات وانهيار الأمن الغذائي

حظرٌ خانق يزيد الأزمة تفاقمًا

طوابير الرمق الأخير في شهر الصيام

المجتمع الدولي بين الإدانات والمماطلات

أخبار العرب والعالم

دمشق تعلن استعدادها للتعاون مع واشنطن لإحياء اتفاق فض الاشتباك 1974

الدكتور جمال شعبان: جلطة قلبية أنهت حياة أحمد عامر بعد أعراض مضللة

تقارير: مقترحات أولية لاتفاق سلام محتمل بين سوريا وإسرائيل تشمل الجولان

التايمز: إسرائيل تسللت لبرامج إيران النووية وتحضّر لهجوم منذ 2010

هوية بصرية جديدة لسوريا: العقاب والنجوم والريش ترمز للوحدة والتوازن

فحص البصمة يكشف تزوير نسب 3 أبناء لسجين كويتي منذ 2022